Ratings: 4.37 / 5.00




Description

هذا البرنامج هو أحد البرامج الهامة التي نقدمها في مجال الإدارة والقيادة

المحتوى العلمي

المحاور

نشأة مصطلح استشراف المستقبل

-أهمية امتلاك وسائل علمية لاستشراف المستقبل

أدواب استشراف المستقبل

معوقات الوعي بالمستقبل

أداة دلفاي

أداة التخطيط بالسيناريو

اعرف أكثر :

عدد الأماكن التي أنشأها الغرب لإدراكهم أهمية هذا العلم

البجعة السوداء وعلم المستقبليات

أبرز الشخصيات العربية المساهمة بدراسات حول المستقبل

اجراءات دلفاي

هيرمان كاهن والتخطيط بالسيناريو (شل -مسقط رأس علم السيناريو )

بيئة السياق وبيئة المعاملات

الفرق بين الدراسات المستقبلية والدراسات الإستراتيجية

العناصر الستة للمدن الذكية

عجلة بويد كوهين

أسس تصنيف المدن الذكية

مناهج الدراسات المستقبلية الأربع (الحدسي -الإستقرائي-الإستهدافي -الإتساق ) .

مقياس اتجاهات الإدارة العليا نحو التخطيط بالسيناريو

- قد ظهر في الأدب البحثي ما يربو عن ألف دراسة استخدمت أسلوب دلفاي وأورد لينستون وتيروف عشرة استخدامات لأسلوب دلفاي .

الكورس معزز بالعديد من :

الألعاب التدريبية – الحالات العملية -الأفلام التدريبية

استقصاءات -تطبيقات وتمارين عملية

أهداف الكورس

اكساب مهارة جديدة

فتح آفاق تطوير جديدة

تعميق المعرفة

تغيير قناعات واتجاهات

بعض أساليب الدراسات المستقبلية : فى غمرة االهتمام العالمى المتزاٌد بالمستقبل وما ٌنطوى علٌه من تغٌرات وتحدٌات عدٌدة ومتجددة ازداد اهتمام المإسسات الغربٌة بؤسالٌب الدراسات المستقبلٌة حتى أن الطالب أحصى ما ٌربو على خمسة عشر أسلوبا لدراسات المستقبل إال أنه سٌلقى الضوء فى هذا القسم على أربعة أسالٌب ٌمكن القول أنها األكثر شٌوعا واستقرارا بٌن األسالٌب األخرى ، وهذه األسالٌب هى : التخطٌط باستخدام السٌنارٌو ، والمسح البٌبى ، والتقدٌر االستقرابى لالتجاهات ، وأسلوب دلفاى . 1.التخطيط باسلوب السيناريو ٌعرف التخطٌط باستخدام السٌنارٌو بؤنه عملٌة ٌقوم فٌها المدٌرون بابتكار سٌنارٌوهات عدة ومتنوعة "لمستقبالت " متقاربة فى إمكانات الحدوث ، ثم ٌقومون بعد ذلك بدراستها بصورة معمقة بهدف تجنب مفاجآت المستقبل وتجاوز التفاوت الواسع فى اآلراء . وتمثل هذه السٌنارٌوهات أداة لتنظٌم إدراكات الفرٌق اإلدارى للمنظمة . والفكرة األساسٌة من وراء التخطٌط بؤسلوب السٌنارٌو لٌس اختٌار مستقبل مرغوب واحد ، بل اتخاذ قرارات استارتٌجٌة سلٌمة استعدادا لمستقبالت ممكنة أٌا كانت صور هذه المستقبالت . وتمر علٌه التخطٌط باستخدام السٌنارٌو بعدة خطوات ٌمكن إٌجازها على النحو التالى : 1.كشف القرار : وهذه مرحلة تتطلب طرح األسبلة الصحٌحة حول مستقبل المنظمة ومسارها وكشف ما ٌدور فى أذهان مدٌرٌها حٌال ذلك . 2.جمع المعلومات : وهى مرحلة مهمة ألننا تشكل أساسا ترتكز إلٌه القرارات التى ال بد لها أن تستند إلى معلومات وافٌة وشاملة . 3.تحدٌد القوى المحركة للسٌنارٌو : والقوى فى معظمها خارجٌة ، ال تملك المنظمة سٌطرة مإثرة علٌها ، لكن معرفة هذه القوى التى ٌتوقع أن تحدث تؤثٌرها فى قرارات المنظمة ٌساعد فى االستعداد لها والتقلٌل من عواقبها . 4.تحدٌد دور العوامل األساسٌة الموضوعٌة ، كمعدالت النمو السكانى على سبٌل المثال . 5.تحدٌد أكثر العوامل بعدا عن االستقرار والٌقٌن واالستمرار ، واألكثر عرضة للتقلب والتغٌر . 6.تؤلٌف السٌنارٌوهات : وهنا ٌجتمع أعضاء الفرٌق اإلدارى بعد طرح األسبلة األساسٌة وجمع المعلومات ، ودراسة القوى المإثرة ، وإجراء البحوث المطلوبة ، لتؤلٌف السٌنارٌوهات الممكنة ، إذ ٌمكن أن ٌطرح الفرٌق خمسة أو ستة سٌنارٌوهات وٌقوم كاتب السٌنارٌوهات بتدوٌنها وتحدٌد القوى المإثرة فى كل منها ، سواء من داخل المإسسة أم من خارجها . بعد ذلك ٌقوم كاتب السٌنارٌو بدمج السٌنارٌوهات المتقاربة أو المتماثلة لٌجمعها فى اثنٌن أو ثالثة من السٌنارٌوهات . 7.تحلٌل مضامٌن القرارات حسب السٌنارٌوهات المتبلورة . 8.ترتٌب السٌنارٌوهات وفق احتماالتها المتوقعة ، وتحدٌد مإشرات الحدوث ومتابعتها ومراقبتها . وهناك معاٌٌر ضرورٌة البد من أخذها بعٌن االعتبار عند استخدام السٌنارٌو، إذ أن أسلوبا كهذا هو أسلوب افتراضى ، وٌقدم خطوطا عرٌضة لمستقبل ممكن ، كما أن السٌنارٌوهات متعددة الجوانب وذات رإٌة كلٌة للمستقبل ، ولٌست السٌنارٌوهات تنبوأ بالمستقبل ، لكنها وسٌلة تساعد المحلل على التعامل مع أحداث وتفاعالت ٌمكن أن تظل مجهولة إن لم تخضع للدراسة والتحلٌل فى إطار االستعداد للمستقبل . وٌنبغى أن ٌرتكز السٌنارٌو إلى ثالثة مبادئ أساسٌة : أولها أن ٌكون ممكن الحدوث ، وأن ٌكون معقوال أو قابال للتصدٌق كما ٌنبغى أن ٌكون متسقا متماسكا فى بنٌته الداخلٌة خالٌا من العناصر المتناقضة أو المتحٌزة والسٌنارٌوهات متضمنة أصال فٌما ٌعرف بفضاء السٌنارٌو وهو مفهوم ٌعنى أن عددا من المتغٌرات المستقلة تتخذ قٌما مختلفة وكل مجموعة من هذه القٌم تخلق )سٌنارٌو( مختلفا فعلى سبٌل المثال ، عند التنبإ بمستقبالت االقتصاد ٌنشؤ فضاء سٌنارٌو ثالثى األبعاد متغٌراته هى : مإشر األسعار ، والمٌزان التجارى ، وإنتاجٌة العاملٌن . وقد ٌتمثل أحد السٌنارٌوهات فى : انخفاض فى مإشر األسعار ، عجز تجارى وانخفاض فى االنتاجٌة ، وهكذا ومن هنا صنف الباحثون هذه السٌنارٌوهات إلى ثالثة أنواع :السٌنارٌو الٌوتوبى )الحالة المثلى ( ، والسٌنارٌو األسوأ ، وسٌنارٌو استمرار الواقع الراهن . 2الفحص البيئى تطور أسلوب الفحص البٌبى فى دراسة المستقبل على ٌد أجوٌالر فى عام 1967 ، وغالبا ما استخدم فى بحث قضاٌا اإلدارة ، وفال الربط بٌن دراسات المستقبل والتخطٌط االستراتٌجً أو اإلدارة االستراتٌجٌة . وقد ٌستخدم فى المرحلة األولى التى تسبق البدء بالدراسة المستقبلٌة ، ولذلك ٌعتبر الفحص البٌبى فى نظز بعض الباحثٌن أحد المهام األساسٌة للمهتمٌن بالدراسات المستقبلٌة . ومن المسوغات األساسٌة الستخدام الفحص البٌبى ذلك االضطراب المتزاٌد فى العالم والمجتمعات ، والمنظمات ، واألفراد ، وما ٌترتب علٌه من تزاٌد فى القلق وغٌاب للٌقٌن ، وهو بهذا ال ٌختلف فى شا عن مسوغات أسالٌب البحوث المستقبلٌة األخرى . وإذا أصبحت العوامل الخارجٌة ذات تؤثٌرات متزاٌدة فى المنظمات أصبح من الضرورى دراسة هذه العوامل واالستعداد لها . وللمسح البٌبى محاور ثالثة ، أولها البٌبة المباشرة والتى تمثل البٌبة القرٌبة والمباشرة والمهمة للمنظمة ، والثانٌة البٌبة المحتملة وهى لٌست وضوع اهتمام مباشر لكنها قد تصبح كذلك فى المستقبل ، والثالثة البٌبة الممكنة والتى تمثل عالمات ضعٌفة التؤثٌر فى ظاهرها ولكنها قد تغدو ذات تؤثٌر خطٌر فى المستقبل . إن رصد البٌبة الخارجٌة ٌعنى فحص البٌبة السٌاسٌة ، واالقتصادٌة ، واالجتماعٌة والتكنولوجٌة ، والسكانٌة ، والنفسٌة ، وغٌر ذلك مما له صلة بالمنظمة وأدابها حاضرا ومستقبال وهكذا ٌمكن القول أن صادر المعلومات لدى الباحث المستخدم ألسلوب الفحص البٌبى ترد من داخل المإسسة حسب ما هى متوافرة لدٌها ، ومن خارج المنظممة للبحث عما له صلة بموضوع الدراسة فلو أرادت شركة للطباعة والنشر أن تدرس مستقبل المكتبات واإلقبال على القراءة فى عالم تكنولوجٌا المعلومات الجدٌد ، البد لها من أن تطرح أسبلة ذات صلة من نوع : ما الذى ٌجرى حولنا ؟ ما الذى ٌمكن أن ٌحدث لٌغٌر من االتجاهات الحالٌة ؟ وما األوضاع المستقبلٌة التى ٌمكن أن تنجم عن هذا التغٌر ؟ وإلى أى دى سٌسعدنا ذلك ؟ وماذا نستطٌع أن نفعل للتدخل فى المسار ؟ وما درجة فعالٌة هذه التدخل ؟ وما الخطوات التى ٌتعٌن علٌنا أن نتخذها ؟ وما الجوانب التى ٌنبغى أن نراقبها لمعرفة مسار االتجاهات ؟ وغٌر ذلك من أسبلة ٌسه الفحص البٌبى فى توفٌر معلومات هامة عنها . وٌشرف على بحوث الفحص البٌبى أعضاء من داخل المإسسة ، أو خارجها ، أو من قبل لجنة تضم الطرفٌن . وإذا كانت المنظمة تعتمد على أداء مإسسى متقدم ، ٌمكنها االعتماد على مصادر معلوماتها الداخلٌة / من تقارٌر وعاملٌن ، بنسبة تتجاوز 66 ، % والبد من وجود مسإول ٌرأس لجنة البحث وٌتحمل المسإولٌة الكاملة عن إنجازه . وٌوجه لهذا األسلوب البحثى عدد من االنتقادات أبرزها أنه " نشاط غٌر مكتمل " ومن هنا ٌواجه الباحث بالعدٌد من القضاٌا التى تتطلب قرارات محددة ، أو معرفة مجاالت التركٌز األساسٌة على االتجاهات وتحوٌالتها ، وما إذا كان ٌنبغى أن ٌتركز االهتمام على المخاطر المحتملة أم الفرص المتاحة أمام المنظمة . 3.التقدير االستقرائى من بٌن أسالٌب دراسة المستقبل ، ٌبرز أسلوب التقدٌر االستقرابى . والتقدٌر االستقرابى "كمفهوم" ٌعنى مد منحنى اتجاه الحاضر إلى المستقبل استنادا إلى افتراض ٌقول إن المتغٌر سوف ٌواصل التغٌر بالوتٌرة نفسها وفى ذات االتجاه ، فمثال إذا كان عدد سكان مدٌنة ٌزداد بنسبة 2 %فى العام ، وأن عدد سكانها الٌوم قد بلغ ملٌون نسمة ، فإن المرء ٌستطٌع أن ٌمد هذه االتجاه إلى المستقبل ، فٌخلص إلى نتٌجة مفادها أن عدد سكان المدٌنة بعد عام سٌكون 666.26.1 نسمة هذا ٌعنى أن التقدٌر االستقرابى لالتجاهات ٌستند إلى فحص ظاهرة معٌنة باستخدام قٌاسات تتكرر على فترات زمنٌة معٌنة . والفكرة األساسٌة لهذا األسلوب قابمة على مسلمة مإداها أن األوضاع الراهنة لن تتغٌر بصورة جوهرٌة ، وإنه لهذا األسلوب قابمة على مسلمة مإداها أن األوضاع الراهنة لن تتغٌر بصورة جوهرٌة ، وإنه ألمر معقول أن نسقط سلوك الماضى القرٌب على المستقبل القرٌب ولكنه ال ٌؤخذ باالعتبار أٌة تحوالت أو تقلبات كبرى قد تحدث فى البٌبة التى تإثر فى هذا االتجاه وفى هذا السٌاق ٌتم توفٌر البٌانات عن الموضوع قٌد الدراسة والتعبٌر عن هذه البٌانات فى صورة منحنى ، ومج هذا المنحنى إلى المستقبل . وٌلجؤ إلى هذا األسلوب فى العادة مخططو المدن والباحثون فى مجالى االقتصاد والسكان . 4.أسلوب دلفاى ٌعد أسلوب دلفاى واحدا من أبرز األسالٌب المعتمدة فى الدراسات المستقبلٌة وأوسعها انتشارا فى مراكز البحوث والجامعات والمإسسات المهتمة بالدراسات المستقبلٌة ، وإذ تعتمد\ هذه الدراسة على أسلوب دلفاى ، فال بد من إلقاء الضوء على هذا األسلوب بشا من التفصٌل . أ.خلفٌة تارٌخٌة : كان أوالف هولمر ، الباحث فى مإسسة راند األمرٌكٌة أول من طور أسلوب دلفاى فى مطلع الخمسٌنات من القرن العشرٌن استجابة لعاملٌن أساسٌٌن شكال دافعا فى تطوٌر هذا األسلوب :أما العامل األول فهو أن الحرب العالمٌة الثانٌة كانت قد وضعت أوزارها منذ وقت قرٌب مخلفة وراءها مإسسات ضخمة عدٌدة ومعقدة نشؤت فى فترة الحرب وأصبحت تتطلب تخطٌطا استراتٌجٌا ٌرمى إلى تحوٌلها إلى مإسسات مالبمة لمرحلة ما بعد الحرب ، والعامل الثانى الذى أسهم فى تعزٌز الحاجة لهذا األسلوب البحثى المستقبلى ، هو بداٌة الحرب ، والعامل الثانى الذى أسهم فى تعزٌز الحاجة لهذا األسلوب البحثى المستقبلى ، هو بداٌة الحرب الباردة فى وقت سٌطرت على األمرٌكٌٌن حالة من الخوف والقلق وانعدام الثقة ، فكان أسلوب دلفاى بمثابة الذ للباحثٌن وقد ساعد أسلوب )دلفاى( الحكومة األمرٌكٌة على التنبإ بالصناعة األمرٌكٌة التى ستمثل اهدافا محتملة لهجوم سوفٌاتى ، واألسالٌب الوقابٌة المناسبة إلحباط أى هجوم محتمل . واتسع استخدام أسلوب دلفاى فى الستٌنٌات فى الوالٌات المتحدة وفى مإسسة )راند( بصورة خاصة من خالل باحثٌن آخرٌن هما نٌكوالس رٌشر ونورمان دالكى اللذٌن عمال مع )هولمر( على تطوٌر دلفاى أما اسم )دلفاى ( فقد استخدم على سبٌل االستعارة من ممارسة سادت فى الٌونان القدٌمة تمثلت فى انعقاد مجالس تنبإٌة فى معبد أبولو فى منطقة عرفت باسم دلفاى إذ كانت العرافة بٌثٌا تؤتى إلى المعبد لتتنبؤ بؤحداث مستقبلٌة ، فٌما كان ٌقوم كاهن المعبد بتوجٌه أسبلة للعرافة ثم ٌفسر إجاباتها للمواطنٌن . ب.تطوٌر آلٌات البحث وفق دلفاى انشغل مفكرو مإسسة )راند( بمشكالت القوة العسكرٌة ، والتكنولوجٌة ، والسٌاسٌة ، المتوقعة فى المستقبل وأسالٌب حلها ، وبناء على التطوٌرات التى حققوها فى صٌاغة معٌنة ألسلوب دلفاى ، شرعوا فى تكوٌن هٌبة من الخبراء كلما أرادوا مناقشة مسؤلة تنبإٌة ، وانطلقوا فى تفكٌرهم هذا من رإٌة مفادها أن الخبراء وبخاصة عندما ٌتوصلون إلى إجماع حٌال قضٌة معٌنة تقع ضمن مجاالت اختصاصاتهم وخبراتهم فإنهم األكثر قدرة من غٌرهم على تقدٌم راى سلٌم . وإذ كان المنظمون ٌعقدون اجتماعا للخبراء فى قاعة مإتمر واحدة فقد تبٌن لهم فٌما بعد أن هذه الطرٌقة تدخل عوامل معرقلة للتوصل إلى رأى جماعى فعلى سبٌل المثال ، كان الصوت األعلى – ولٌس المنطق األسلم – هو الذى ٌسٌطر على النقاش ، كما أن بعض األشخاص الذٌن كانوا ٌعبرون عن موقف معٌن فى جلسة سابقة ، ٌحجمون عن تغٌٌر مواقفهم أو تعدٌلها فى جلسة الحقة لتالفى ما ٌعتقدونه حرجا أمام زمالبهم . وهكذا اتضح للمنظمٌن أن جمع الخبراء فى قاعة واحدة ووجها لوجه ، من شؤنه أن ٌشكل عابقا أمام المناقشات الحقٌقٌة ومن هنا سعى باحثو مإسسة )راند( ، وبخاصة )هولمر (و )دالكى ( ، إلى تركٌز جهودهم على إزالة العوابق الناجمة عن اجتماع الخبراء فى قاعة مإتمر واحدة للحصول على إجماعهم ، فتوصلوا إلى ضرورة اعتماد مبدأ "لسرٌة" فى اختٌار الخبراء حٌث ال ٌعلم مشارك من هم المشاركون اآلخرون ، كما اعتمدوا مبدأ " تساوى الوزن والقٌمة " لكل رأى بصرف النظر عن درجة تطرفه أو اعتداله . وبناء على ذلك أصبحت األسبلة توجه إلى كل خبٌر منفردا ، ثم تعادل األفكار التى توصل إلٌها الخبراء إلى كل خبٌر مرة ثانٌة إلجراء المزٌد من التحلٌل . وهكذا أصبحت "السرٌة " والتغذٌة الراجعة " عنصرٌن أساسٌٌن فى آلٌات تنفٌذ أسلوب دلفاى . وأسلوب دلفاى عبارة عن مجموعة من اإلجراءات الرامٌة إلى التنبإ بالمستقبل من خالل صٌاغة حكم جماعى حول موضوع معٌن ال تتوفر حوله معلومات دقٌقة . وبشكل عام ، فإن إجراءات دلفاى تتمثل فى الحصول على استجابات فردٌة ألسبلة تم إعدادها مسبقا إما عن طرٌق االستبانة ، أو عبر وسابل االتصال األخرى المتاحة ، ومن خالل تكرار االستبانات على جوالت متتالٌة قد تصل إلى ثالث أو أربع ، ٌتم تزوٌد الخبراء بصورة فردٌة بتغذٌة راجعة عن استجابات أفراد العٌنة فى الجولة السابقة . وتإدى إجراءات دلفاى إلى زٌادة الدقة فى االستجابات الجماعٌة ألفراد العٌنة القصدٌة ، ذلك أن أسلوب دلفاى ٌساعد فى الحصول على آراء العٌنة وأحكامها ، وٌعمل من خالل الجوالت المتتالٌة على تنقٌتها تدرٌجا بغٌة الوصول إلى حالة من اإلجماع أو شبه اإلجماع . أما أبرز مالمح إجراءات دلفاى فتتمثل فى االستجابات المجهولة ، والتى تعنى أن الخبٌر ال ٌعرف أسماء الخبراء اآلخرٌن المشاركٌن فى هٌبة دلفاى ، كما أن التفاعل بٌن الخبراء ٌتم عن طرٌق التغذٌة الراجعة المنضبطة ، وهى طرٌقة تحول دون تؤثٌر بعض الخبراء على آراء خبراء آخرٌن . عالوة على ذلك ، تتسم إجراءات دلفاى باالستجابة اإلحصابٌة الجماعٌة إذ ٌعتبر الرأى الجماعى المحصلة المناسبة لمجمل آراء األفراد وفق بٌانات الجولة األخٌرة . ومن الواضح أن هذه المالمح التى تتصف بها إجراءات دلفاى إنما ترمى فى نهاٌة األمر إلى تجنب تؤثٌرات التحٌز وهٌمنة الخبراء " األعلى صوتا " ، والتخلص من آٌة حوارات خارجة عن نطاق موضوع الدراسة ، أو أٌة اتصاالت تهدف إلى ممارسة ضغوط لصالح رأى معٌن . ومنذ ذلك الحٌن ٌكتسب أسلوب دلفاى فى التنبإ شرعٌة واعترافا لدى مراكز البحوث وفى مجاالت الدراسة األكادٌمٌة المستقبلٌة فى مختلف أرجاء العالم . وتكمن قٌمة أسلوب دلفاى فى األفكار التى ٌولدها ، سواء أكانت تإدى إلى إجماع أم ال ، كما أن اآلراء المتطرفة بحد ذاتها تعتبر نتاجا مفٌدا . وتستخدم فى تنفٌذ أسلوب دلفاى طرق من أبرزها : المقابلة الشخصٌة الفردٌة ، واالستبانة ) أى الجوالت االستبٌانٌة المتعددة ( ومع تطور وسابل االتصال أصبحت االستبانات ترسل إما عن طرٌق البرٌد أو عن طرٌق البرٌد اإللكترونى ، وغٌر ذلك . وأٌا كانت طرٌقة االتصال بالخبراء ، ٌنبغى أن تكون األسبلة من ذلك النوع الذى ٌقتضى إصدار حكم ، وفق ما ٌشٌر جوردون الذى ٌإثر أسلوب المقابلة الفردٌة بدال من االستبانات ، ذلك أن "مٌزة المقابلة الفردٌة تكمن فى أنها تقدم مرونة ال تتوافر فى االستبانة ، ففى المقابلة ٌتوافر المجال لفحص األسباب الكامنة وراء التنبإ ، أو لتلمس تحٌزات فى التنبإ ، أو لمتابعة بعض الجوانب التى لم ٌتطرق إلٌها الخبراء اآلخرون . وفى منتصف الستٌنٌات بدأ استخدام )دلفاى( فى الوالٌات المتحدة ٌتسع لٌشمل تقدٌر مسارات االتجاهات لفترات تتراوح ما بٌن عشر سنوات إلى خمسٌن سنة ، وبخاصة فى مجاالت العلوم والتكنولوجٌا ، ضبط التزاٌد السكانى واألتمتة ، والفضاء وتؤثٌراتها المحتملة على العالم ، لٌتجاوز دلفاى مجال بحوث الدفاع إلى مجاالت التخطٌط االستراتٌجً . وفى رأى جوردون أن استخدام )دلفاى ( فى اغراض التخطٌط ٌنبغى أن ٌشتمل على أسبلة ذات أنواع ثالثة ، هى : التنبإ بوقوع تطورات مستقبلٌة ، والرغبة فى الوصول إلى وضع مستقبلى معٌن ، والوسابل الالزمة لتحقٌق هذا المستقبل ، أو لتجنب مستقبل غٌر مرغوب . ج. أنواع دلفاى : ٌنقل روزنباوم عن شتراوس وزجلر وصفهم لثالثة انواع من )دلفاى( كانت قد تطورت بحلول منتصف السبٌعٌنٌات وهى : دلفاى العددى والذى ٌنتج عنه مدى من التقدٌرات العددٌة ، ودلفاى السٌاسات والذى ٌتم من خالله توفٌر بدابل من السٌاسات لمشكلة تتصل بسٌاسة معٌنة ، إضافة الى دلفاى التارٌخى والذى ٌتم من خالله شرح القضاٌا التى أدت الى تعزٌز قرار اتخذ فى وقت سابق. وفى عام 1991 أضاف روزنباوم نوعا آخر أسماه دلفاى التعلٌمً تضمن تعدٌالت لدلفاى التقلٌدي ، وٌتصف بؤنه ٌرمى إلى تحسٌن القدرات االستكشافٌة لطلبة الجامعات وٌسمح لهم بالمشاركة فى تعلمهم ، وٌغدو ، وفق تعبٌر باولو فرٌرى ، " أداة حوارٌة " تمكن الطلبة من تعلٌم أنفسهم . وأورد روزنباوم ثالثة فروق بٌن دلفاى التقلٌدي ودلفاى التعلٌمً ، وهى أنه فى دلفاى التعلٌمً ٌكون المشاركون معروفٌن لبعضهم بعضا . أما استجاباتهم المكتوبة فإنهم مجهولة لدٌهم ، كما ٌوجد تفاعل بٌن المشاركٌن فى الفترات الفاصلة بٌن الجوالت ، إضافة إلى أن المشاركٌن ٌلتقون فى قاعة الدرس وجها لوجه . وفى دلفاى التعلٌمً ٌقوم األستاذ الجامعى بتقدٌم السٌاق العام للمساق األكادٌمً الذى ٌعتزم تدرٌسه للطلبة ، لكنه ال ٌقدم لهم خطة للمساق وال ٌحدد لهم مراجع معٌنة ، ولكنه ٌوجه عملٌة اختٌار الطلبة للقضاٌا التى ٌرغبون فى تناولها فى هذا المساق ، ثم ٌتوجهون إلى مصادر المعرفة بحثا عن المعلومات التى سٌعتمدون علٌها فى إصدار أحاكمخم وفى التعبٌر عن آرابهم . ثم تبدأ الجوالت االستبٌانٌة تتخللها التغذٌة الراجعة إلى أن ٌتفق الطلبة على موضوعات المساق وأسالٌب مناقشتها وعرضها . د.مجال استخدام أسلوب دلفاى : لقد تم استحداث أسلوب دلفاى فى بادئ األمر بغٌة التنبإ بؤحداثت اجتماعٌة وتكنولوجٌة ، إال أنه فى مٌدان الممارسة استخدم فى مجاالت عدة ، حتى أن باحثا أمرٌكٌا ذكر أنه بحلول عام 1975 كان قد ظهر فى األدب البحثى ما ٌربو على ألف دراسة استخدمت أسلوب دلفاى وأورد لٌنستون وتٌروف عشرة استخدامات ألسلوب دلفاى على النحو اآلتى : 1.جمع بٌانات معاصرة وتارٌخٌة لٌست معروفة بدقة أو مجهولة . 2.فحص أهمٌة األحداث التارٌخٌة . 3.إجراء تقوٌم لمخصصات محتملة لبنود الموازنات . 4.توفٌر خبرات عدة فى تخطٌط المدن واألقالٌم . 5.التخطٌط إلنشاء الجامعات وتطوٌر المناهج . 6.بناء النماذج . 7.تقدٌم آراء مإٌدة ومعارضة حٌال السٌاسات . 8.تطوٌر عالقات سببٌة متصلة بخٌارات السٌاسات المحتملة . 9.تمٌٌز الدوافع اإلنسانٌة الحقٌقٌة والمدركة ، وتوضٌحها . 16 .كشف أولوٌات القٌم الشخصٌة والغاٌات االجتماعٌة

What You Will Learn!

  • نشأة مصطلح استشراف المستقبل
  • أهمية امتلاك وسائل علمية لاستشراف المستقبل
  • أدوات استشراف المستقبل
  • معوقات الوعي بالمستقبل
  • أداة دلفاي
  • أداة التخطيط بالسيناريو

Who Should Attend!

  • هذا البرنامج مقدم لكل المهتمين والعاملين في مجال الإدارة والتدريب
  • المدربين
  • المديرين
  • أصحاب الشركات